كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



526- الحَدِيث السَّادِس:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: «يَأْتِي فِي آخر الزَّمَان نَاس من أمتِي يأْتونَ الْمَسَاجِد يَقْعُدُونَ فِيهَا حلقا ذكرهم الدُّنْيَا وَحب الدُّنْيَا لَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لله بهم حَاجَة».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه باخْتلَاف يسير من حَدِيث بزيع أبي الْخَلِيل الْخصاف ثَنَا الْأَعْمَش عَن شَقِيق بن سَلمَة عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيكون فِي آخر الزَّمَان قوم يَجْلِسُونَ فِي الْمَسَاجِد حلقا حلقا مُنَاهُمْ الدُّنْيَا فَلَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لله فيهم حَاجَة». انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله ببزيع وَقَالَ لَا أعلم يرويهِ غَيره وَهُوَ قَلِيل الحَدِيث.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية كَذَلِك قَالَ حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ بزيع قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يحدث بِهِ غَيره وَهُوَ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان يرْوَى عَن الثِّقَات الموضوعات. انتهى.
وَاخْتَصَرَهُ ابْن حبَان فَرَوَاهُ فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيكون فِي آخر الزَّمَان قوم يكون حَدِيثهمْ فِي مَسَاجِدهمْ لَيْسَ لله فيهم حَاجَة». انتهى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الرقَاق عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَوْف عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان يَتَحَلَّقُونَ فِي مَسَاجِدهمْ وَلَيْسَ هَمهمْ إِلَّا الدُّنْيَا لَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لله فيهم حَاجَة». انتهى.
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَ. اهـ.
527- الحَدِيث السَّابِع:
فِي الحَدِيث: «الحَدِيث فِي الْمَسْجِد يَأْكُل الْحَسَنَات كَمَا تَأْكُل الْبَهِيمَة الْحَشِيش» وَأَعَادَهُ فِي لُقْمَان.
528- الحَدِيث الثَّامِن:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ الله تَعَالَى إِن بيوتي فِي أرضي الْمَسَاجِد وَإِن زواري فِيهَا عمارها فطوبى لعبد تطهر فِي بَيته ثمَّ زارني فِي بَيْتِي فَحق عَلَى المزور أَن يكرم زَائِره».
قلت غَرِيب.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا يَحْيَى بن إِسْحَاق التسترِي ثَنَا عَامر بن سيار ثَنَا سعيد بن زَرْبِي عَن ثَابت عَن أبي عُثْمَان عَن سلمَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من تَوَضَّأ فِي بَيته فَأحْسن الْوضُوء ثمَّ أَتَى الْمَسْجِد فَهُوَ زائر لله وَحقّ عَلَى المزور أَن يكرم زَائِره». انتهى.
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره فِي سُورَة النُّور أخبرنَا معمر عَن أبي إِسْحَاق عَن عَمْرو بن مَيْمُون قَالَ كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ إِن بيُوت الله فِي الأَرْض الْمَسَاجِد وَإِن حَقًا عَلَى الله أَن يكرم من زَارَهُ فِيهَا. انتهى.
وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان.
529- الحَدِيث التَّاسِع:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من ألف الْمَسْجِد أَلفه الله».
قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث عبد الله بن لَهِيعَة عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من ألف الْمَسْجِد أَلفه الله عَزَّ وَجَلَّ». انتهى.
وَأعله بِابْن لَهِيعَة وَضَعفه.
عَن النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَيَحْيَى بن سعيد وَغَيرهم.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن خَالِد الْحَرَّانِي حَدثنَا أبي عَن ابْن لَهِيعَة بِهِ.
530- الحَدِيث الْعَاشِر:
«إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يعْتَاد الْمَسَاجِد فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَان».
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الْإِيمَان وَابْن ماجة فِي الصَّلَاة من حَدِيث دراج أبي السَّمْح عَن أبي الْهَيْثَم سُلَيْمَان بن عَمْرو عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يتَعَاهَد الْمَسَاجِد فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَان» قَالَ الله إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر. انتهى.
وَأَعَادَهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير قَالَ يعْتَاد.
وَكَذَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الصَّلَاة بِلَفْظ يعْتَاد وَقَالا فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالْإِيمَان قَالَ ابْن حبَان أَي اشْهَدُوا لَهُ.
قَالَ الْحَاكِم لم يَخْتَلِفُوا فِي صِحَة هَذِه التَّرْجَمَة وَصدق رِوَايَتهَا. انتهى.
531- الحَدِيث الْحَادِي عشر:
عَن أنس قَالَ من أَسْرج فِي مَسْجِد سِرَاجًا لم تزل الْمَلَائِكَة وَحَملَة الْعَرْش يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِك الْمَسْجِد ضوء.
قلت هَكَذَا ذكره المُصَنّف مَوْقُوفا وَهُوَ مَرْفُوع رَوَاهُ أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كِتَابه التَّرْغِيب من طَرِيق الْحَارِث بن أبي أُسَامَة.
حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر حَدثنَا أَبُو عَامر الْأسد بن مهَاجر بن كثير عَن الحكم بن مَسْقَلَة الْعَبْدي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أَسْرج فِي مَسْجِد من مَسَاجِد الله عَزَّ وَجَلَّ سِرَاجًا لم تزل الْمَلَائِكَة وَحَملَة الْعَرْش يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِك الْمَسْجِد ضوء ذَلِك السراج». انتهى.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين أَنا خير بن عَرَفَة حَدثنَا هاني بن المتَوَكل حَدثنَا خَالِد بن حميد عَن مسلمة بن عَلّي عَن عبد الله بن مَرْوَان عَن نعْمَة بن دَفِين عَن أَبِيه عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من علق قِنْدِيلًا فِي مَسْجِد صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك وَاسْتَغْفرُوا لَهُ مَا دَامَ ذَلِك الْقنْدِيل يقد وَمن بسط فِي الْمَسْجِد حَصِيرا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك وَاسْتَغْفرُوا لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِك الْمَسْجِد من ذَلِك الْحَصِير شَيْء». انتهى.
532- الحَدِيث الثَّانِي عشر:
رُوِيَ أَن عليا قَالَ للْعَبَّاس يَا عَم أَلا تُهَاجِرُونَ أَلا تَلْحَقُونَ برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَسْت فِي أفضل من الْهِجْرَة أَسْقِي حَاج بَيت الله وَأَعْمر الْمَسْجِد الْحَرَام فَلَمَّا نزلت قَالَ الْعَبَّاس مَا أَرَانِي إِلَّا تَارِكًا سِقَايَتنَا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أقِيمُوا عَلَى سِقَايَتكُمْ فَإِن لكم فِيهَا خيرا».
قلت فِي تَفْسِير عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عمر وَهُوَ ابْن عبيد عَن الْحسن قَالَ نزلت فِي عَلّي وَالْعَبَّاس وَعُثْمَان وَشَيْبَة تكلمُوا فِي ذَلِك فَقَالَ الْعَبَّاس مَا أَرَانِي إِلَّا تَارِكًا سِقَايَتنَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أقِيمُوا عَلَى سِقَايَتكُمْ فَإِن لكم فِيهَا خيرا». انتهى.
وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَعَن الْحسن قَالَ إِن عليا قَالَ للْعَبَّاس... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف وَسَنَده إِلَى الْحسن فِي أول كِتَابه.
وَفِي أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ قَالَ ابْن سِيرِين وَمرَّة الْهَمدَانِي إِن عليا قَالَ... إِلَى آخِره.
533- الحَدِيث الثَّالِث عشر:
عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُم وَإِخْوَانكُمْ أَوْلِيَاء} قَالَ هِيَ فِي الْمُهَاجِرين خَاصَّة كَانَ قبل فتح مَكَّة من آمن لَا يتم إيمَانه إِلَّا أَن يُهَاجر ويصارم أَقَاربه الْكَفَرَة وَيقطع بِمُوَالَاتِهِمْ فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِن نَحن اعْتَزَلنَا من خَالَفنَا فِي الدَّين قَطعنَا آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَعَشَائِرنَا وَذَهَبت تجاراتنا وَهَلَكت أَمْوَالنَا وَخَربَتْ دِيَارنَا وَبَقينَا ضَائِعين فَنزلت فَهَاجرُوا فَجعل الرجل يَأْتِيهِ ابْنه أَو أَبوهُ أَو بعض أَقَاربه فَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا ينزله وَلَا ينْفق عَلَيْهِ ثمَّ رخص لَهُم بعد ذَلِك.
وَقيل نزلت فِي التِّسْعَة الَّذين ارْتَدُّوا بِمَكَّة فَنَهَى الله تَعَالَى عَن مُوَالَاتهمْ.
قلت: الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ:
لما أَمر الله تَعَالَى الْمُؤمنِينَ بِالْهِجْرَةِ وَكَانَ قبل فتح مَكَّة من آمن لَا يتم إيمَانه... إِلَى آخِره.
الثَّانِي حَكَاهُ عَن مقَاتل قَالَ نزلت فِي التِّسْعَة الَّذين ارْتَدُّوا عَن الْإِسْلَام وَلَحِقُوا بِمَكَّة فَنَهَاهُ الله تَعَالَى عَن ولايتهم وَسَنَده إِلَيْهِمَا فِي أول كِتَابه.
534- الحَدِيث الرَّابِع عشر:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يطعم أحدكُم طعم الْإِيمَان حَتَّى يحب فِي الله وَيبغض فِي الله حَتَّى يحب فِي الله أبعد النَّاس مِنْهُ وَيبغض فِي الله أقرب النَّاس إِلَيْهِ». قلت غَرِيب.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث رشدين بن سعد عَن عبد الله بن الْوَلِيد التجِيبِي عَن أبي مَنْصُور مولَى الْأَنْصَار عَن عَمْرو بن الْحمق أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَا يجد العَبْد صَرِيح الْإِيمَان حَتَّى يحب فِي الله وَيبغض فِي الله».
وَأخرج أَيْضا من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن زبان بن فائد عَن سهل بن أنس الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أفضل الْإِيمَان أَن تحب لله وَتبْغض لله».
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي دَاوُد حَدثنَا مُؤَمل بن الْفضل ثَنَا مُحَمَّد بن شُعَيْب ابْن شَابُور عَن يَحْيَى بن الْحَارِث عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أحب لله وَأبْغض لله وَأعْطَى لله وَمنع لله فقد اسْتكْمل الْإِيمَان».. انتهى.
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الرَّحِيم بن مَيْمُون عَن سهل بن معَاذ بن أنس الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه معَاذ مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء.
535- الحَدِيث الْخَامِس عشر:
وَرُوِيَ أَن الْمُسلمين كَانُوا يَوْم حنين اثْنَي عشر ألفا الَّذين حَضَرُوا فتح مَكَّة مُنْضَمًّا إِلَيْهِم أَلفَانِ من الطُّلَقَاء وَمن هوَازن وَثَقِيف وهم أَرْبَعَة آلَاف فِيمَن ضامهم من أَمْدَاد الْعَرَب وَكَانُوا الْجَمَّاء الْغَفِير فَلَمَّا الْتَقَوْا قَالَ رجل من الْمُسلمين لن نغلب الْيَوْم من قلَّة فَسَاءَتْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقيل قَائِلهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقيل أَبُو بكر وَذَلِكَ قَوْله إِذْ أَعجبتكُم كثرتكم فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وَأدْركت الْمُسلمين كلمة الْإِعْجَاب بِالْكَثْرَةِ وَزَل عَنْهُم أَن الله هُوَ النَّاصِر لَا كَثْرَة الْجنُود فَانْهَزَمُوا حَتَّى بلغ فَلهم مَكَّة وَبَقِي رَسُول الله وَحده لَا يَتَحَلْحَل وَلَيْسَ مَعَه إِلَّا عَمه الْعَبَّاس آخذ بلجام دَابَّته وَأَبُو سُفْيَان ابْن الْحَارِث ابْن عَمه وَقَالَ: «يَا رب ائْتِنِي بِمَا وَعَدتنِي» قَالَ للْعَبَّاس وَكَانَ صيتًا صِيحَ بِالنَّاسِ فَنَادِ الْأَنْصَار فخذا فخذا ثمَّ نَادَى أَصْحَاب الشَّجَرَة يَا أَصْحَاب الْبَقَرَة فَكروا عنقًا وَاحِدًا وهم يَقُولُونَ لبيْك لبيْك وَنزلت الْمَلَائِكَة عَلَيْهِم الْبيَاض عَلَى خُيُول بلق فَنظر عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ إِلَى قتال الْمُسلمين فَقَالَ: «هَذَا حِين حمي الْوَطِيس» ثمَّ أَخذ كفا من تُرَاب فَرَمَاهُمْ بِهِ ثمَّ قَالَ: «انْهَزمُوا وَرب الْكَعْبَة» فَانْهَزَمُوا قَالَ وَكَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرْكض خَلفهم عَلَى بغلته.
قلت رَوَاهُ مُسلم بِنَقص يسير فِي كتاب الْمَغَازِي من حَدِيث الْعَبَّاس قَالَ شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين فَذكر الْقِصَّة... إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَي عَبَّاس نَاد أَصْحَاب السمرَة» فَقَالَ عَبَّاس وَكَانَ رجلا صيتًا بِأَعْلَى صَوته أَي أَصْحَاب السمرَة قَالَ فَعَطَفُوا عطف الْبَقَرَة عَلَى أَوْلَادهَا وَقَالُوا لبيْك لبيْك قَالَ فَاقْتَتلُوا مَعَ الْكفَّار فَنظر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قِتَالهمْ فَقَالَ: «هَذَا حِين حمي الْوَطِيس» قَالَ ثمَّ أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَات فَرَمَى بِهن فِي وَجه الْكفَّار ثمَّ قَالَ: «انْهَزمُوا وَرب الْكَعْبَة» قَالَ وَكَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يرْكض خَلفهم عَلَى بغلته. مُخْتَصر.
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة حنين عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى يُونُس بن بكير عَن أبي جَعْفَر عِيسَى الرَّازِيّ عَن الرّبيع أَن رجلا قَالَ يَوْم حنين لن نغلب من قلَّة فشق ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأنْزل الله تَعَالَى: {وَيَوْم حنين إِذْ أَعجبتكُم كثرتكم} قَالَ الرّبيع وَكَانُوا اثْنَي عشر ألفا مِنْهُم أَلفَانِ من أهل مَكَّة.
وَإِذا تبِعت طرق الحَدِيث خلص لَك لفظ المُصَنّف.